(أم الصبيان) عنوان ورد في بعض الروايات :المراد من هذا العنوان هو داء يُصيب بعض الصبيان، فقد أفاد ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث أنَّ أم الصبيان ريحٌ تعرض للصبي وربما أدَّت إلى إصابته بالإغماء. أفاد أبو علي ابن سينا في كتاب القانون أن ام الصبيان نوع من الصرع.وللشيخ داود الأنطاكي: (أنَّ ام الصبيان مرض يعتري الأطفال سببه عند الأطباء فرط الرطوبة المزاجية واللبنية وضعف الحرارة فتصعِّد الرطوبة بخاراً رطباً يضرب الرأس فيخمِّره ثم يسيل الصاعد فيحبِس النفس ويغشى وقد يبرَّد الأطراف، ولا فرق بينه وبين الصرع إلا عدم الزبد على الفم. وقال: في موضع آخر : أن ام الصبيان انصباب مواد من الصدر تُعسِّر النفس وتُغيِّر العين وتُمسك أعصاب اليد والرجل ثم تنحل، وقلَّ مَن يخلص منها من الأطفال. وسببها كثرة الرطوبة وسوء هضم المراضع وتناولهن ما غلظ، وقد تكون عن سقطة ونحوها وهي أشبه شيء بالصرع وقد ينسبها كثير من العامة إلى القرناء وليس كذلك.(3).
وأما ما يتوهمه بعض عوام الناس من أنَّ ام الصبيان اسم لبعض الجان يترآى لبعض الأطفال أو يمَسُّهم فيفزعون من ذلك وهو منشأ بكائهم الدائم كما قد يكون منشأً لإصابتهم ببعض الأمراض كالجنون أو التخلُّف العقلي أو الصرع أو الشلل فكلُّ ذلك لا أساس له في الشريعة فلم نجد فيما ورد عن الرسول وأهل بيته .ما يقتضي هذا الفهم من عنوان (أم الصبيان) وكل ما أفادته الروايات هو انه يُستحب لمن رُزق بمولود ان يُؤذَّن في اذنه اليمنى ويُقام في أذنه اليسرى فإن مَن فُعل به ذلك لا تُصيبه ام الصبيان، وذلك لا يظهر منه أنّ (ام الصبيان) هي التابعة من الجن كما فهم ذلك بعض علماء السنة، إذ ليس في الرواية ما يقتضي فهم هذا المعنى، والتعبير بالإصابة يُناسب أن يكون متعلقه المرض، لذلك يصح أن يُقال أصابته الحمى وأصابه الفزع، بل في الروايات ما يعبِّّّّّّّّّّّّر عن أن (أم الصبيان) ليس سوى داءٍ تعارف بين الناس تسميته بام الصبيان.فقد روى أنه شكى رجل إلى أبي عبد الله الصادق فقال: إنَّ لي صبياً ربما أخذه ريح ام الصبيان فآيس منه لشدة ما يأخذه، فإن رأيت يا ابن رسول الله أن تدعو له بالعافية قال: "فدعا الله عز وجل له .....".فإن الواضح من هذه الرواية أنَّ ام الصبيان ليست سوى ريح تُصيب الصبي، وذلك تعبير عن نوع من الداء ينتاب الأطفال، ولذلك سمِّي بأم الصبيان. وأما أنَّ الأذان والإقامة يدفعان عن الصبي هذا الداء فهو بمعنى أنَّهما يقتضيان ذلك، فلأنَّ الله تعالى هو الدافع للبلاء فجعل أسباباً لذلك فكان منها العلاج بالأدوية وجعل منها الصدقة والدعاء وتلاوة القرآن. وكذلك ما نسبه بعضهم أنَّ سليمان النبي (عليه السلام) التقى بأم الصبيان فوجدها عجوزاً ناشرة شعرها فاتحة فمها رافعة يديها محدودة أنيابها أسنانها نيران ومن أنفها دخان تبحث الأرض بأنيابها عيناها كالبرق الخاطف وصوتها كالرعد القاصف فقال لها: "أيتها الملعونة لم أر في طريقي أوحش منك منظراً ولا أقبح منك لوناً". قالت: أنا سخَّرني ربي وسلَّطني على بني آدم وحواء، فقال لها: "لا بدَّ من أن أقيدك بالقيود الحديدية". فقالت: لا تقيِّدني، لا أفعل إلا بأمر الله فيمن لم يُحرِّز نفسه مني. فسألها سليمان عن الحرز الذي يُتحرَّز به منها.ثم قالت: ما طفت صغيراً ونجا ولا كبيراً ومشى... . فعلى مثل هذه الأساطير يعتاش السحرة والمشعوذين، فهم يروِّجون لهذه الأكاذيب فيملئون قلوب الناس رعباً وخوفاً على أنفسهم وأطفالهم فيلجئون حينذاك إلى هؤلاء المشعوذين الذي يتظاهرون بالنسك والصلاح.والشريعة الإسلامية لم تترك المسلم دون وقاية أو حصانة لمعالجة كافة الأعراض الناتجة عن الأمراض الروحية كالصرع والسحر والعين والحسد. ومن ابتلي بشيء من السحر أو اللبس أو الحسد أو غير ذلك فعليه أن يلجأ إلى الله، وأن يستعين بالرقية الشرعية؛ ففي ذلك الخير العظيم له.وأن يستعين أيضاً بمن يرقيه. اعلم : إذا صح اليقين وعلمتَ أنَّ الله هو المبلى والمعافي والشافي جاء الشفاء بإذن الله تعالى.كتب بعضهم الى ابي الحسن العسكري (عليه السلام) في صبي له يشتكي ريح امّ الصبيان. فقال: اكتب في ورق وعلقه عليه: «بسم الله العلي العظيم، الحليم الكريم، القديم الذي لا يزول، اعوذ بعزة الحي الذي لا يموت من شر كل حيٍّ يموت».
دعـاء - كما يقولون -أم الصبيــان... أو: أم الدويس.من قرأها بعد كل صلاة وواظب على تلاوة الآية قوله تعالى :{ ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل ، من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان }
من كتب هذه الآية على ورقة بالمسك والزعفران وماء الورد ، وجعلها في شمع ويعلقها في رقبة الطفل تحفظه من شر جميع الآفات وبالأخص شر الجن والعفاريت.
حجاب أم الصبيان.. أو: أم الدويس- .
للوقاية من شر الجن والعفاريت
أكتب في ورقة بيضاء نظيفة من غير تسطير بماء الورد والزعفران واجعلها في شمع ويعلقها في رقبة الطفل فمن علقه عليه[ أو دعا به في سفر] لم يخف سطانا جائرا ولا شيطانا مريداً *ويدفع الله عنه آفات الليل ويزيد في رزقه ويذهب السؤ من منزله*وهذا هو:
بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين واعوذ بك رب أن يحضرون الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان اللهم ياكَبير ياقَديرياسميع يابصير يامن لا شريك له ولا وزِير ياخالق الشمس والقَمر المنير ياعصمة البائس الخائف المستجير يارازق الطفل الصغير ياجابر الْعظم الْكَسير ياقـاصم كل جبارعنيد أَسأَلك وأَدعوك دعاء البائِس الفقير كَدعاء المضطر الضريرِأَسالك بِمعاقد العز من عرشك وبِمفاتيح الرحمة من كتابك وبِأسمائك الثمانية الْمكتوبة علَى قـرنِ الشمسِ أن تصل على محمد وآل محمد بإسم الله العلي الحليم الكريم القديم الذي لا يزول اعوذ بعزة الحي الذي لا يموت من شر كل حيٍّ يموت وصلى الله على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين)*اهـ
"من أسدى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تستطيعوا فادعوا له".
رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح.