مهم للنساء ولا مانع من دخول الرجال
احبائى
يوجد هناك تشابه فى الاعراض فى بعض الحالات
بين الحالات النفسية من جهه وحالات المس او السحر من جهه اخرى
وهذا البحث الذى بين ايديكم سوف يلقى الضوء على احدى المشاكل النفسية
التى ممكن ان يظن البعض انها حالة مس او سحر
والبحث هنا للاستاذ الدكتور / محمد المهدى استاذ الطب النفسى
وهذه الحالة تخص النساء اكثر من الرجال
واترككم مع الموضوع واتمنى ان تستفيدوا منه
نوبات الهلع (الزلزال النفسي):
الزلزال هو حالة مؤقتة من عدم الاستقرار تبدو في صورة هزات مفاجئة تحدث اضطراباً عاماً في الأشياء وهلعاً لدى الناس(بدرجات متفاوتة) وتترك آثاراً تتوقف شدتها على شدة الزلزال الذي حدث. وعلى المستوى النفسي هناك حالة مرضية شائعة تسمى هجمات الهلع Panic Attacks والتي عندما تأخذ شكلاً كاملاً معيناً تسمى "اضطراب الهلع" (Panic Disorder ).
هذه الحالة تشبه إلى حد كبير الزلزال الذي يحدث في الأرض، ففي نوبة الهلع يحدث اضطراب مفاجئ، ومن شدة المفاجأة ربما لا تستطيع المريضة أن تحدد نوعية بداية الاضطراب أهو في جهازها النفسي أم في أعضاء جسدها، وكل ما تذكره أن دقات قلبها أصبحت سريعة جداً، أو حدث هبوط مفاجئ في القلب وأنه قد توقف أو كاد أن يتوقف، وأن التنفس أصبح قصيراً ومتقطعاً، وأنها لا تكاد تأخذ هواءاً كافياً أثناء التنفس، ويصبح الجسد(خاصة الأطراف والجبهة) بارداً مع عرق بارد يغطيه وتقلصات في أعلى البطن، وضعف في عضلات القدمين واليدين حتى تشعر المريضة أنها لا تكاد تقف على قدميها أو تفعل أي شيء بيديها، مع رغبة متكررة في التبول، ولا تستطيع المريضة عمل أي شيء في هذه الحالة، فهي – كما تصف إحداهن- أشبه بعمارة انهارت فجأة. ويصاحب ذلك حالة من الخوف المفاجئ الشديد (الهلع)، وتشعر المريضة أنها ستموت حالاً، ولذلك تحاول أن تحتمي بمن حولها أو تسرع إلى أي طبيب أو مستشفى قريب، وربما تذهب بملابس البيت من شدة الهلع فليس لديها وقت لترتدي ملابس الخروج.
وتمكث الحالة عدة دقائق ونادراً ما تستمر ساعات ثم تنتهي ولكن يبقى الخوف لدى المريضة من تكرار حدوث هذه الحالة وخوف المريضة من السفر أو الخروج إلى الأماكن العامة خشية حدوث هذه الحالة في مكان لا تتيسر فيه عملية الإنقاذ التي تحتاجها أو يتعذر عليها الحصول على الحماية والمساعدة، فتتجنب الأسواق والأماكن المزدحمة والأسانسيرات والطائرات والقطارات، وهنا يضاف إلى هذه النوبات اضطراب آخر يسمى"رهاب الساحة" (Agoraphobia)، أي الخوف من الخروج إلى الأماكن العامة خشية حدوث الحالة في وضع يجعل المريضة تفقد السيطرة على نفسها فتصبح في حالة من الخجل أمام الناس أو أنها لا تستطيع أن تجد المساعدة من أحد المقربين منها، فتفصل البقاء في المنزل، أو البقاء قريباً من طبيبها المعالج أو المستشفى التي تعالج فيها وهذه المريضة تكره أيام الأجازات والأعياد لأنها سيتعذر عليها الوصول إلى طبيبها وتكره الليل أيضاً لهذا السبب، فهي لا تطمئن إلا إذا كان بإمكانها الوصول إلى الطبيب في أي لحظة خاصة أن الحالة تفاجئها بدون إنذار سابق ولا يمكن التنبؤ بحدوثها. وكثيراً ما تسأل المريضة طبيبها "كيف أستطيع الوصول إليك أثناء عطلة نهاية الأسبوع". ولذلك يمكن تسمية هذا العرض"قلق نهاية الأسبوع".
وكما أن الزلزال يكون سببه انشقاقات بين طبقات القشرة الأرضية أو انزلاق طبقة فوق طبقة مع ضغط المواد المنصهرة والغازات المحبوسة داخل باطن الأرض وتهديدها بالخروج إلى سطح الأرض، فإن هجمات الهلع في التفسيرات الدينامية تحدث أيضاً نتيجة انشقاقات نفسية أو ضعف في بعض الطبقات (الكيانات أو الذوات) النفسية بما يهدد بالخروج الفج والمفاجئ للرغبات المكبوتة المرفوضة –سواء كانت عدوانية أو جنسية – أو الذكريات شديدة الإيلام، ولذلك تشعر المريضة أثناء هذه الهجمات أنها على وشك الموت أو على وشك الجنون، وأنها في كل الحالات على وشك فقد السيطرة على نفسها وجسدها، وأن كل إمكانياتها قد شلت(أو على وشك الشلل). وهذا الموقف يشابه تماماً الحالة التي تحدث أثناء الزلزال الأرضي، حيث تصاب كل وسائل الإنقاذ والإطفاء والاتصال بالشلل لحظة الزلزال ولا يمكنها العمل إلا بعد توقفه. وكما أن الزلزال الأرضي يحدث في مناطق تكون فيها القشرة الأرضية تعانى من هشاشة وعدم استقرار فى طبقاتها المختلفة، ووجود شقوق بين تلك الطبقات، فإن هجمات الهلع تحدث أيضاً للمريضة التي يعانى جهازها النفسي من مثل هذه الظواهر كأن يكون هناك عدم ثبات(وراثي غالباً ) في جهازها العصبي وخاصة الجهاز العصبي اللا إرادي(وخاصة الشق السمبثاوى منه) وهذا ما يفسر زيادة ضربات القلب وسرعة التنفس وبرودة الأطراف والعرق الغزير البارد، أو أن يكون هناك اضطراب في مادة السيروتونين في المخ مما يؤدى إلى أعراض نفسية مثل الخوف الشديد.
وغالباً ما تحدث هذه الحالة دون وجود سبب خارجي مباشر، فلو سألت المريضة: ما الذي يسبب الحالة؟... فإنها لا تدري، فربما حدثت وهى في حالة من الفرح، أو في حالة من الحزن، أو في حالة عادية جداً، وهذا هو ما يزيد خوفها لأنها لا يمكنها التنبؤ بها أو تجنب أسبابها، فهي تباغتها في أي لحظة دون سابق إنذار فتهز استقرارها وتهز بالتالي ثقتها بنفسها وثقة الآخرين بها في أي وقت وفى أي مكان. وهذه الحالة موجودة بكثرة، وتحدث في الإناث أكثر من الرجال، ويغلب حدوثها في سن النضج المبكر وعلى الرغم من أنها تحدث في أغلب الأحيان دون سبب واضح يحركها فإن بعض المريضات يلاحظن ارتباطها ببعض المتغيرات مثل ارتفاع درجة الحرارة (لذلك تحدث لبعضهن أثناء الصيف فقط)، أو انخفاض درجة الحرارة (لذلك تحدث للبعض الآخر أثناء فترة الشتاء فقط). أو شرب ماء بارد، أو سماع صوت مزعج ومفاجئ، أو مشاهدة منظر معين، أو السفر(سفر المريضة أو أحد المقربين إليها)، أو المرض أو الموت المفاجئ لأحد أفراد الأسرة، خاصة إذا كانت المريضة قد لازمت المتوفى فترة طويلة قبل موته، وهى في هذه الحالة تشعر بأعراض مشابهة لتلك التي كان يشتكى منها.
والمريضة لا تستطيع أن تشعر أبداً بالأمان لأن لديها إحساس دائم بأن الموت سيخطفها أو يخطف أحد الذين تحبهم فجأة، أو على الأقل ستحدث حالة من العجز الكامل، لذلك تفقد المريضة الرغبة في أي شيء، وتفقد القدرة على الإحساس بالحياة أو الإحساس بالسعادة، وتكون مشغولة طول الوقت بالتفكير في الأعراض التي تحدث لها بشكل مفاجئ.
وهذه المريضة حين تزور الطبيب فإنها تظل تتحدث طول الوقت عن الأعراض الجسمانية التي تشعر بها، وإذا حاول الطبيب أن يجذب انتباهها إلى أي موضوع آخر فإن المريضة سرعان ما تعود بسرعة إلى الحديث عن الأعراض، ولا تمل ذلك مهما تكررت زيارتها للطبيب، وكثيراً ما تغير نفس الشكوى التي ذكرتها عشرات المرات قبل ذلك، وكأنها تريد أن تتأكد أن شكواها قد وصلت إلى الطبيب، أو أنها غير واثقة من أن الطبيب قد فهم طبيعة مرضها، أو أنها تشعر بأشياء لا تجد لها كلمات مناسبة للتعبير عنها فتعيد المحاولة مرة تلو المرة لعلها تصفها بدقة أكثر فيفهمها الطبيب أو تشعر بما يشعر به بالضبط.
والسيدات اللائي تنتابهن هجمات الهلع ليست لديهن القدرة على التحدث عن مشاكلهن النفسية، فهن لا يستطعن التعبير عن معاناتهن النفسية، فهن لا يستطعن التعبير عن معاناتهن النفسية في كلمات واضحة، لذلك إذا جلست تستمع إلى إحداهن فإنها تدور في حلقة متصلة من الحديث عن الأعراض الجسمانية مثل ضربات القلب وبرودة الأطراف وصعوبة التنفس، والهواء البارد الذي يلفح رأسها..... إلخ، ولكنها تجد صعوبة في التعبير عن معاناتها النفسية أو مشاكلها أو مشاعرها.
وإذا وصف الطبيب نوعاً من الأقراص أو الحقن لتأخذها المريضة وقت حدوث نوبة الهلع فإنه من الملحوظ أن المريضة لا تأخذ هذه الأشياء رغم معاناتها الشديدة ورعبها البالغ أثناء النوبة، ولو سألت المريضة: لماذا لم تاخذي الأقراص أو الحقن التي وصفتها لك عند حدوث النوبة؟... فإنها تقول: لقد نسيتها... !!! أو تقول: لم أستطع أخذها لأنني كنت منهارة تماماً..!!!.. أو تقول: إنني طننت أن هذه حالة جديدة لأن الأعراض في هذه المرة مختلفة، فقد كانت تاتينى قبل ذلك في صورة خفقان في القلب واختناق في الصدر، أما في هذه المرة فقد جاءت في صورة برودة شديدة في أطرافي وفى رأسي مع فقد التوازن وكأنني لا أستطيع الوقوف أو المشي.
والمريضة أثناء النوبة تكون في حالة كرب شديد وأحياناً تخرج إلى الشارع بملابس البيت لتستغيث بالناس أو تهرع إلى أقرب عيادة أو مستشفى، ويبدو أنها تفضل أن تفعل ذلك على أن تأخذ العلاج الموصوف لها "عند اللزوم" ، وربما يكون لذلك دلالات مهمة نذكر منها:
1- أن المريضة تريد "طمأنة إنسانية"(من لحم ودم)، بمعنى أنها تريد أن يكون الناس من حولها يساندونها ويطمئنونها.... ولا تريد (طمأنة كيميائية) في صورة قرص أو حقنة لتؤدى الغرض المطلوب لها.
2- أو أن المريضة تفقد القدرة على التفكير والتصرف أثناء النوبة، وقد عبرت إحدى المريضات عن ذلك بقولها: "إننى أكون أشبه بعمارة سقطت فجأة".
3- أو أن هذه الحالة تحقق شيئاً للمريضة فهي ترغب في وجودها(على الرغم من رعبها منها)، ولا تريد أن تنهيها بالدواء بسرعة. والحالة هنا تكون بمثابة صرخة استغاثة من المريضة توجهها لمن حولها من الناس لعلهم يشعرون بها ويطمئنونها، لذلك فتناول الدواء يكون أشبه بكاتم صوت يمنع المريضة من طلب المساعدة ومن "صرخة الاستغاثة".
4- أو أن المريضة تريد أن تكون في أحضان مستشفى أو عيادة أو "إنسان" أثناء الحالة لأن ذلك يشكل بالنسبة لها أمان أكثر.
5- أو أن المريضة تريد أن تجبر أقاربها أو المحيطين بها على حملها إلى المستشفى لكي يقتنعوا بأنها مريضة فعلاً وأنها لا تتوهم أو تتصنع المرض. وغالباً ما يتأخر علاج المريضة، لأنها لا تذهب إلى الطبيب النفسي إلا بعد مرور عدة سنوات على مرضها حيث أنها تعتقد في البداية أنها مصابة بمرض في القلب أو الصدر فتذهب لأطباء القلب أو الصدر، ولذلك كانت تسمى هذه الحالة قديماً "عصاب القلب"(Cardiac Neurosis). وعلى الرغم من تأكيد الأطباء للمريضة بأنها سليمة عضوياً إلا أنها تنتقل من طبيب لآخر ظناً منها أن الطبيب الأول لم يصل إلى التشخيص المناسب والدقيق، وتدخل في دوامة هائلة من الفحوصات المعملية والأشعات ورسومات القلب.
وتكون هذه المريضة سيئة الحظ إذا اكتشفت بالصدفة بعض الأشياء البسيطة في القلب أو الصدر (رغم أنها تكون غير مؤثرة وغير مسئولة عن حدوث الأعراض)، أو أن بعض الأطباء أبدى لها شكوكاً معينة ووعدها بمحاولة فحصها والتأكد منها.. هنا يحدث تثبيت لفكرة أن لديها مرضاً في القلب، ويصعب اقتلاع هذه الفكرة بعد ذلك على الرغم من أن كل الفحوص التالية تؤكد سلامة قلبها، وربما تترك المريضة بلدها وتسافر إلى بلد آخر أو حتى إلى دولة أخرى لعمل مزيد من الفحوصات.
والمريضة من هذا النوع تشعر بإحباط شديد حين يؤكد لها طبيب القلب(أو الصدر) أنها "سليمة" وتشعر بإحباط أكثر حين "يتهمها" من حولها بأنها "سليمة تماماً"، وهى كما تقول دائماً – " أدرى بنفسها" لذلك فمن الخطأ أن نقول لهذه المريضة: "أنت سليمة تماماً" وأن "هذه توهمات مرضية" لأنها في الحقيقة ليست كذلك، فعلى الرغم من أنها سليمة عضوياً(بالمفهوم الطبي العام) إلا أن لديها اضطراب حقيقى على المستوى النفسي، وهذا الاضطراب له جذور نفسية(على مستوى ديناميات النفس) وله أسباب عضوية(على مستوى الجهاز العصبي) اللا إرادي، وعلى مستوى الناقلات العصبية وخاصة السيروتونين، لذلك فنحن نظلم هذه المريضة حين نقول لها ونحن سعداء _ "أنت سليمة تماماً"، لأن هذا القول يفقدها الثقة في طبيبها وفى كل الأطباء ، ولكن الصحيح أن نقول لها : " أن قلبك سليم وأن صدرك سليم عضوياً ، ولكن هذه حالة نفسية تحتاج إلى علاج من نوع خاص ، وأن هذا العلاج موجود ومؤثر فى غالبية الحالات". وحين تقتنع المريضة بذلك وتصل إلى الطبيب النفسي وتبدأ في التردد عليه، وتناول العلاج، فإن كثيراً من الأعراض نقل أو تختفي لأن المريضة ببساطة تشعر كما تقول إحداهن أنها "رست على شط "، والعلاج هنا لابد وأن يضع في الاعتبار الجذور النفسية للحالة جنباً إلى جنب مع الأسباب البيولوجية والظروف الاجتماعية.
وهناك الكثير من التقنيات النفسية لعلاج مثل هذه الحالات نذكر منها على سبيل المثال:
1- العلاج المعرفي: Cognitive therapy
حيث يتم استكشاف الأفكار والتصورات المرضية المرتبطة بالحالة بهدف تصحيحها واستبدالها بأفكار وتصورات صحيحة. ففى حالات نوبات الهلع تفسر المريضة أي احساسات أو تغيرات جسدية على أنها أشياء خطرة جداً ويمكن أن تؤدى إلى موتها، فمثلاً أى زيادة فى عدد ضربات القلب أو ضيق في الصدر أو برودة في الأطراف تفسر على أنها علامات الموت. لذلك من المفيد جداً أن تتعلم المريضة كيف تنشأ الأعراض، وأن هذه الأعراض مرتبطة بالحالة النفسية وليست مرضاً خطيراً بالقلب أو الصدر أو المخ، وأن النوبة تأخذ وقتاً معيناً ثم تنتهى من تلقاء نفسها وأنها لا تشكل تهديداً لحياتها بأي شكل. فإذا استوعبت المريضة هذه الحقائق بشكل مبسط واستدعتها من ذاكرتها كلما داهمتها النوبة فإن ذلك يقلل كثيراً من حدتها.
2- الاسترخاء: Relaxation
وحين تتعلم المريضة أحد تقنيات الاسترخاء وتبدأ في ممارستها(بجدية وانتظام) فإن ذلك يقلل كثيراً من درجة التوتر المصاحبة والمدعمة للحالة، بالإضافة إلى أن المريضة تشعر بأنها اكتسبت القدرة على السيطرة على نفسها.
3- تدريبات التنفس: (Breathing Exercises )
يحدث سرعة فى التنفس أثناء نوبة الهلع وهذا ربما يؤدى إلى حدوث بعض الأعراض المزعجة للمريضة مثل الشعور بالدوخة أو الإغماء. لذلك فإن المريضة إذا استطاعت أن تتدرب على تنظيم تنفسها فإن ذلك يساعدها على السيطرة على كثير من الأعراض المزعجة أثناء النوبة. ومن الناحية البيولوجية فإن هناك العديد من الأدوية التى استخدمت بنجاح فى كثير من الحالات مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل الإميبرامين(تفرانيل) والكلوميبرامين(أنا فرانيل)، ومانعات استرداد السيروتونين النوعية(SSRI) كالسيتالوبرام(سيبرام) والفلوكستين(لو سترال مودابكس)، ومانعات استرداد السيروتونين والنورأدرينالين SNRI مثل ال "فينلا فاكسين"، ( إفيكسور )وغيرها. ويضاف إلى ذلك بعض المهدئات الصغرى مثل ال" ألبرازولام" (زاناكس – زولام – برازولام ).
وهناك عامل هام في العلاج، وهو أن تعيد المريضة تنظيم حياتها بما يقوى من استقرار جهازها النفسى كعامل تدعيمى ووقائى ونذكر هنا بعض الأمثلة:
1- إعادة النظر فى ترتيب الأولويات والاحتياجات.
2- إعادة تنظيم رؤية الأمور وإعطاء كل شيء حجمه وحقه.
3- إجراء عملية تصالح داخلية (مع النفس) وأفقية (مع الناس) ورأسية (مع الله).
4- إعادة ترتيب العلاقات الاجتماعية بما يضمن حدوث ترابط اجتماعي يعطى الشعور بالأمن والتدعيم.
5- إحياء الجانب الروحي في النفس من خلال نظام اعتقادي وبرنامج عبادات ومعاملات صحي يعيد التوازن والاستقرار إلى النفس، وذلك تصديقاً لقوله تعالى:" إن الإنسان خلق هلوعاً* إذا مسه الشر جزوعاً* وإذا مسه الخير منوعاً* إلا المصلين* الذين هم على صلاتهم دائمون* والذين في أموالهم حق معلوم* للسائل والمحروم* والذين يصدقون بيوم الدين* والذين هم من عذاب ربهم مشفقون* إن عذاب ربهم غير مأمون* والذين هم لفروجهم حافظون* إلا على أزواجهم أو ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين* فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون* والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون* والذين هم بشهاداتهم قائمون* والذين هم على صلاتهم يحافظون* أولئك فى جنات مكرمون" (المعارج 20-35).
فالإنسان يحمل فى تكوينه الهلع، ومع هذا هناك مثبطات لهذا الهلع إذا أخذ بها الإنسان وصل إلى حالة النفس المطمئنة وهى حالة من التوازن والتناغم الصحي مع النفس ومع الآخر ومع الكون وحالة من الأنس بالله تختفي معها كل مثيرات الهلع.